قبل فوات الأوان

بقلم : علي إبراهيم طالب

وندسور – كندا

مجلة الوطن العربي

 باريس     فرنسا

رسالة  – 98

العدد – 1102

الجمعة 17 – 4 – 1998

وصلت إلى الوطن الحبيب لبنان بعد غياب متواصل جاوز السنوات الست  ،  عدت يرافقني الحنين إلى كل شيء :

الأهل والأقارب ، وتراب الوطن ، وخصوصاً تراب جنوبه الغالي المقاوم   البطل  ،   وان  كنت سأحرم   من  زيارة بلدتي  الحبيبة الغالية ومسقط راسي   ( بنت  جبيل  )   نتيجة   لوقوعها تحت الاحتلال الصهيوني  الغادر  وعملائه  المحليين  ،

 فماذا تراني وجدت ؟ ؟؟

وجدت المباني الشاهقة والجسور المعلقة ، سواء تلك التي أنجزت أو تلك التي لا تزال قيد الإنشاء .. وجدت الطرقات الفسيحة الواسعة .. وفتشت عن أبناء وطني الذين هم أهم من كل شيء ، ولكنني للأسف اكتشفت أن شعار المرحلة الحاضرة في لبنان هو : الحجر قبل البشر .

 

وسأقولها بكل صراحة وأنا أتحمل مسؤولية أقوالي أنه  اذا كان  لبنان بحاجة لمطار يستوعب ستة ملايين مسافر ، أو إلى مدينة رياضية كلفت الملايين ، أو إلى قصر للمؤتمرات يحتاج إلى كل ميزانية الدولة لإنشائه ، أو إلى طرقات وجسور أرهقت خزينة الدولة بديون لا يعرف سوى الله وحده قيمة فوائدها المستحقة في المستقبل  وعلى كافة الاجيال  القادمة  قاطبة  ، فأن في وطني  ايضا  جوعاً كافراً يدفع  ببعض  الناس إلى التفتيش عن الطعام في أكوام القمامة  ومكبات النفايات   فاي وطن هذا  الذي   يتقدم  فيه  الحجر  على البشر   ؟؟

فتشوا عن المستفيد  من  هذا  الامر  الذي   يترك الانسان  ويهتم بالحجر  لاسباب   دنيوية ومادية الى ابعد  الحدود   ،  دون اي  التفات  الى معاناة الناس  وفقرهم   لان البشر  في وطني  اصبحوا ومع الاسف الشديد   في ظل هذه الطبقة السياسية الموجودة   ارخص الكائنات   في  سوق البيع والشراء   حيث  الفقير  يزداد فقرا  وشقاء  ،   واصحاب  الاموال الطائلة   يزدادون    ثراء   وعنجهية  ولو على حساب  الكرامة والشرف وما الى ذلك  .

فهل يستفيق المسؤولون على هذا الخطر قبل فوات الأوان  ؟؟؟

اشك  في الامر  ولكن  أمل  ذلك   .

 

 

 

 

 

 

                               على الخير والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .