كلام من القلب ( عن تجربة اليمة خاصة )

كلام من القلب    من  سنة  2008

  بقلم : علي إبراهيم طالب
        وندسور – كندا
     
         مساحة حوار
  صدى المشرق – مونتريال
          العدد 246
       26 – 8 – 2008
حالت ظروف خاصة وقاسية دون التواصل مع الأخوة والأخوات القراء الكرام عبر هذا المنبر الإعلامي المحترم ولا انكر اني لم أتوقف عن الكتابه مطلقا طيلة تلك الفترة التي امتدت لأشهر عديدة بل أني كنت أكتب وأكتب أكثر من قبل   ،ولكني  كنت احتفظ بما أكتبه لنفسي أو للنشر يوما ما حسب الظروف والمعطيات التي نعيشها في هذه الحياة التي نحياها اليوم .
حقيقة الأمر أني حضرت إلى هذه البلاد ( كندا ) في السادس عشر من شهر آذار من العام ١٩٩١ وإلى هذه المدينة وندسور تحديدا ومثل غيري من المهاجرين الباقين ومن أي دولة أتوا منها ، عانيت ما يعانيه الآخرين من صعوبة التأقلم مع هذا المجتمع الكندي الغربي الجديد علينا على كافة الصعد  ،  سواء من خلال اللغة أو فرص العمل وأمور خاصة أخرى قد لا يريد المرء إثارتها على صفحات الجرائد لقسوتها وتأثيرها على حالة المرء النفسية والعامة في مسيرة هذه الحياة التي أضحت عبارة عن شاطئ وأمواج متلاطمة ومتتابعة ، فيها الكثير من الآلام والأحزان والقليل القليل فقط من الهناء وراحة البال .
 لا أريد أن أثير في نفوس القراء الكرام التشاؤم ولا سيما أننا على أعتاب حلول شهر الرحمة والمغفرة والخير شهر رمضان المبارك أعاده الله عليكم جميعا بالخير والبركات والعزة إنه سميع مجيب الدعوات .
كنت ولم أزل أردد أن هذه الحياة ما هي إلا كناية عن مشوار قصير نقوم به ولابد من نهاية  ما  في آخر الأمر ، نحن  كبشر نبدو وكأننا مجرد ممثلين على مسرح الحياة الكبير .
وكل منا يؤدي دوره وكما لكل شيء بداية فإن النهاية هي خاتمة كل الأمور حتى على صعيد الحياة نفسها فطوبى لكل نفس بشرية أعدت العدة وكانت جاهزة وحاضرة للرحيل في أي لحظة ممكنة والعلم دائما عند الله تعالى حيث بيده تدار الأمور وهو القادر على كل شيء في كل شاردة وواردة في خضم حياتنا المتسارعة والمضطربة هذه  .
اذن  الحياة عبارة   عن مسرح كبير  يلعب فيه الممثلون ادوارهم  قد ينجح البعض  ويصل الى قمم النجاح   والتوفيق  ،  وقد  يتعثر البعض  بصعاب  وهضاب  هذه الحياة  وطرقاتها الشائكة  والصعبة   ولكن ما هو مؤكد  ان    ستارة مسرح الحياة  لا بد من ان تغلق  في  مسيرة حياة كل فرد  منا  ، لأنها ارادة الله تعالى بأن لكل شيء نهاية  ومن الطبيعي  ان اعمارنا لها    وقت معين  وهي  بيد الباري  عز وجل  شئنا  هذا الامر ام ابينا   ولكنها الحقيقة التي  علينا  مواجهتها  يوما ما   بعيد  كان او قريب  .
على المستوى الشخصي لا أذيع سرا إذا قلت بأني أمر بظرف صحي غير طبيعي والحمد لله رب العالمين الذي بيده بداية الأمور ونهايتها  ،  والإنسان يتعرض في هذه الحياة للكثير من المتاعب والصعاب على كافة الصعد ولاسيما موضوع الصحة والعافية من اقل صداع يواجهنا إلى الابتلاء في أي مرض مستعصي أو عضال    ، وأسال  الله تعالى ان يبعد عن كل من يقرأ  كلماتي هذه  الامراض  والعلل   واسأله ان ينعم عليكم  وعلى من تحبون في هذه الحياة  اثواب الصحة والعافية  انه سميع مجيب الدعوات  .
والأمر  برمته  بنهاية الأمر والمطاف  هو  بيد الباري وعز وجل الذي مجرد ذكر اسمه دواء وذكره شفاء على الدوام .
على أبواب شهر الرحمة والمغفرة والخير شهر رمضان المبارك الذي اعترف أنه سيكون مختلف هذه السنة أقله على صعيدي الشخصي  ، ولكن أسال الله تعالى أن تكون أيام وليالي هذا الشهر الكريم أيام خير وعبادة وغفران على جميع المسلمين  عموما  ، والإنسانية جمعاء في مشارق الأرض ومغاربها وأن يتم الاستفادة من كل دقيقة وثانية من هذا الشهر العظيم في سبيل زيادة الاستفادة والآجر ولا سيما في غربتنا البعيدة والقاسية هذه حيث البعد عن الأرض الحبيبة والأهل الكرام الأعزاء .
في شهر القران الكريم والادعية وليالي القدر  دعوة من داخل قلبي  المتعب   لكم جميعا  بان يحفظكم  ويديم عليكم نعم الله التي لا تعد ولا تحصى في  هذه  الحياة  .
تحيتي ومحبتي لأسرة هذه الجريدة وكل العاملين فيها وإلى كل من يقرأه هذه الكلمات على أمل أن يظل هذا التواصل عبر الحروف والكلمات التي تصدر من قلب يتمنى الخير والتوفيق لكل بني البشر ولا سيما أبناء الجالية في هذه البلاد ، والجاليات  الاخرى في  عموم بلاد الاغتراب عامة   وكل شخص  غريب وبعيد  عن ارض الوطن    والاهل والاصدقاء  والأحبة   .
  وإلى اللقاء في عدد قادم نلتقي  فيه على الخير دوما  ،   نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
                              على الخير والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

                               علي   ابراهيم   طالب
                             وندسور    كندا
                           للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني : visionmag64 @Gmail.com
                  الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
   FACEBOOK PAGE :    ALI  IBRAHIM  TALEB
                 الاحد    21   نيسان    2013
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x