مكسيكي – تركي ماذا بعد ؟؟

  (( ملاحظة   :   كتبت هذه المقالة في العام 2008   ،  فما بالك اليوم ونحن في العام  2013   ؟؟؟؟  ))
بقلم : علي إبراهيم طالب
وندسور – كندا
مساحة حوار
  جريدة  صدى المشرق
– العدد 248
الثلاثاء 23 / 9 / 2008
أستطيع التأكيد أن المسلسلين المدبلجين إلى اللهجة السورية التركيين  الأصل   :  نور  وسنوات الضياع قد أخذا حيزا وواسعا في وسائل الإعلام العربية المقروءة والمرئية والمسموعة على مدى الأشهر القليلة الماضية في أمر يبدو أنه أظهر المجتمع العربي بشكل عام أنه تواق إلى قصص الغرام والحب المتجرد من أي ضوابط عامة .
في واقع الأمر طلب مني مرات عديدة وفي جلسات اجتماعية كثيرة أن أقول رأيي المتواضع بهذه الظاهرة الملفتة والتي أخذت حيزا كبيرا من الجدل وصلت بمفتي السعودية أن يصدر فتوى بتحريم مشاهدة المسلسلين التركيين وأنهما عبارة عن أعمال تنافي الأخلاق وتتعارض مع الإسلام برأي المفتي نفسه وعدد من رجال الدين في منطقة الخليج العربي الذين شاركوا المفتي السعودي رأيه   ، وللمفارقة أن المحطة التي عرضت المسلسلين هي محطة مملوكة لرجال أعمال سعوديين فأي  مفارقة ومصادفة هي هذه !!
أنا شخصياً لست ضد ان يدبلج عمل أجنبي إلى اللغة العربية إذا كان يوجد هدف وأفادة للمجتمع ككل من هذا العمل ، ولكن ما وجدته في هذين المسلسلين وبعد ما كتب وقيل عنه في معظم وسائل الإعلام العربية أن هناك أمورا محددة فرضها كتاب المسلسل على العمل عامة  وأكاد أجزم انها  سياسة تعتمد  في كل مسلسل  تركي   وخصوصا  ما  يجري  دبلجته الى اللغة العربية  تحديدا   والأمثلة والشواهد على هذا  الامر اكثر من ان تعد او تحصى   : مثل إنجاب الأطفال دون زواج ، أو إقامة علاقات دون روابط الزواج ، وتعمد ظهور المشروبات الكحولية بمناسبة أو غير مناسبة في المجتمع التركي العلماني إلى أبعد الحدود والذي يحاول قدر الإمكان أن يفعل أي شيء حتى يرضى عنه الاتحاد الأوروبي لتحظى تركيا بهذا « الشرف » وهو الانضمام لهذا الاتحاد على الرغم من معارضة معظم دول  اوروبا قاطبة   لاسباب كثيرة   ولا  ننسى ايضا  تعمد  اظهار  الجسر    في  العديد من   المسلسلات  التركية  ولا ادري لماذا  ؟؟
وقد  اورد  احد   الصحفيين الاوروبيين  مثلا  ان الاتراك  يقومون   بذبح  المواشي   امام محلاتهم  وبطريقة    مؤذية للحيوان نفسه ودون اي رحمة حسب ما قرأت   عن موضوع ذلك الصحفي   صاحب  ذلك المقال  المنشور  في احدى الصحف الاوروبية الكبرى ، وهو امر  يجب ان يكون سبب  كاف  لعدم  قبول تركيا للاتحاد الاوروبي  حسب ذلك الصحفي  دوما  .
ما تألمت له فعلا من نتائج هذا المسلسلات  ما قرأت عنه من عشرات حالات الطلاق  وفي عدة دول عربية  التي نتجت عن هذا المسلسلات  عامة   ، فتسمع  مثلا عن حادثة حصلت في احدى الدول العربية  وقد نشرتها الصحف  وتفيد بان   : (  زوجة طلبت من زوجها أن يتغزل بها على طريقة مهند فما كان من زوجها إلا أن طلقها بالثلاث على الطريقة العربية  ) !!!! فخسرت زوجها وأولادها ولم تظفر بمهند على الأكيد وهو أمر حصل في عدة دول عربية لسبب اعتبره سخيف إلى أبعد الحدود مهما كانت المبررات .
في أوائل التسعينات اجتاحت لبنان موجة دبلجة المسلسلات المكسيكية وصودف أنني كنت أعمل في شركة فيها سيدة مكسيكية  كانت مديرة  احدى المدارس الكبرى في العاصمة المكسيكية   قبل حضورها  الى كندا  كما قالت لي  ، وكانت  تلك السيدة تصر أن تقضي إجازتها السنوية في المكسيك مع زوجها وأولادها هناك، فسألتها مرة  عن تلك المسلسلات وأسماء البطلات على ما أذكر ماريا مارسيديس وكاسندرا ، فقالت انها لا تعرف أي شيء ولم تسمع عن هذه المسلسلات ولا عن الأبطال أنفسهم .
شاهدت مؤخراً مقطعا من حوار ما جرى ضمن برنامج الاتجاه المعاكس الذي يقدمه الإعلامي فيصل القاسم على قناة الجزيرة استضاف فيها السيدة لورا أبو أسعد الذي تقوم بأداء صوت نور بطلة المسلسل  والضيف الآخر الصحفي رفيق نصر الله .ا
لسيدة لورا أبو أسعد دافعت عن المسلسل دفاعا شديدا مبررة الأمر بالعائد المالي للممثلين الذين قاموا بأداء أدوار الدبلجة  ، ولاحظت أنها لم تقبل أي نقد للمسلسل مبررة الأمر أن المشاهد العربي تواق لرؤية أعمال جديدة ، ومن المؤكد أن المسلسلين التركيين ما كانا ليحظيا بهذا النجاح وخصوصا من قبل ( الجنس الناعم ) لو لم يتم دبلجته باللهجة السورية بعد التألق الفني السوري الذي يبدو أنه مستمر منذ أكثر من عشر سنوات وحتى يومنا هذا وخصوصا مسلسل باب الحارة الذي حصد كل هذه النسبة العالية من المشاهدة بعد أن أعاد المشاهدين إلى الحياة البسيطة في الحارة الشامية القديمة .
وقد كتبت موضوعين عن مسلسل باب الحارة الأولى عن شخصيات ونساء باب الحارة والثاني عن الأماكن التي قدمها مسلسل باب الحارة بشكل عام .، ولماذا  اخذ  هذا المسلسل  الشامي كل تلك النسب العالية من المشاهدة ولا سيما ان  الشركة المنتجة للعمل   أصرت على  عرضه   في شهر رمضان المبارك  لعدة اعوام متتالية  .
ما لفت نظري مؤخراً خبر قرأته من العاصمة الأردنية عمان أن مسلسل نور مثلا دفع النساء الأردنيات إلى الإقبال الكثيف على فحص السرطان ( سرطان الثدي لدى النساء )  ، وذلك بعد أن قامت بطلة (نور) بهذا العمل في أحد مشاهد المسلسل  ،  وهو أمر يبين للعيان تقصير وسائل الإعلام الرسمية العربية في الاهتمام بأمور مهمة تتعلق بصحبة ومعيشة المواطن العربي العادي .
تعودت ان احترم رأي كل الناس ولكن إذا خيرت شخصيا بين مشاهدة مسلسل (نور) أو مسلسل ( باب الحارة ) مثلا فمن المؤكد أني سأشاهد العمل الثاني الأني أرى فيه عودة إلى الجذور والعادات الحلوة التي تبدو أنها في طريقها إلى الزوال مع الأسف الشديد في خضم هذه الحياة السريعة التي نعيشها انه مجرد رأي أبديه قد يختلف مع الكثيرون وقد يتفق معي القلة هي فقط فكرة ووجهة نظر في موضوع أخذ الكثير من الأخذ والعطاء انا من جهتي أعتبر المرأة العربية من أجمل نساء الأرض قاطبة ولا يزاحمها على هذا المركز أحد ولو من بعيد  ،   ولتزعل  مني  مليون نور التركية      ،  اخر  همي  .
                               على الخير والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

                               علي   ابراهيم   طالب
                             وندسور    كندا
                           للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني : visionmag64 @Gmail.com
                  الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
   FACEBOOK PAGE :    ALI  IBRAHIM  TALEB
                 الاحد    21   نيسان    2013
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x