مرايا
بقلم :    علي إبراهيم طالب
وندسور _ كندا
 انه شخص  فتح عينيه على هذه الحياة وولدت معه أو اكتسبها مع مرور الايام  ، عادة من اقبح وأسوأ العادات البشرية على الإطلاق هي الحسد انه بإختصار حسود إلى أبعد الحدود يتمنى زوال النعمة عن غيره وان يحظى بها هو حتى ولو كانت الى اقرب الأقربين اليه أخ أو صديق أو زميل الأمر بالنسبة له سّيان المهم ان يُحقق هو أهدافه وما يصبوا اليه وباقي الناس ( فلتذهب الى الجحيم ) العبارة التي يرددها بمناسبة وغير مناسبة حتى وّلو كان يجلس وحيداً كعادته على الدوام بعد ان أبتعد عنه الجميع الأهل والأصدقاء وكل من يعرف فيه هذه العادة السيئة .
كان يتفنن بالحصول على الأموال بطرق ملتوية وغير شرعية مرة ينصب على هذا وذاك تحت أسماء وأوهام غريبة وعجيبة ، ومرة على المصارف والبنوك وبطرق غير شرعية وهو يفاخر على الدوام وبطريقة فيها الكثير من الرياء ان حسابه المصرفي أصبح فيه الملايين من الدولارات الخضراء اللون وكان يُردّد لا تسألني عن المصدر بل اسألني عن المبلغ الذي معي !!
في احد الايام اشترى قصر كبير الحجم وبسعر مرتفع وخيالي وأراد ان يعيد ترميم ديكوره الداخلي خطر على باله أمر غريب أراد ان يستبدل الجدران الداخلية كلها للقصر ويضع فوقها مرايا من كل الأحجام والألوان وضع مرايا في كل مكان لم يستثني حتى غرف النوم والحمامات منها !!
كان يريد ان يرى نفسه اينما جلس في كل أرجاء القصر وكانت عنده عادة غريبة كان يسرد الحكايا والبطولات الزائفة امام جميع الناس وخصوصاً على الناس الذين يشاهدهم ويتعرف عليهم للمرة الأولى وطبعاً كانت الأباطيل والأكاذيب تفوح رائحتها من تلك القصص الوهمية التي كان يسردها بتفوق امام مستمعيه .
في احد الأماكن التقى احد الأشخاص المعروفين بنزاهتهم واستقامتهم بشكل عام فهذا الشخص يقول كلمة الحق ولا تلومه في الله لومة لائم مستعد ان يدفع ثمنه في قول الحق والعدل .
أصر الأول على دعوة الشخص النزيه الى زيارة قصره ليستعرض امامه الإنجاز التاريخي بشراء ذلك القصر والاهم أراد ان يريه المرايا التي تحيط بالمكان من كل حدب وصوب .
وصلا الى القصر ولم يسكت صاحبه عن قول كلمة أهلاً وسهلاً ترحيباً بالضيف الذى أجال بنظره على كل أرجاء القصر الفسيح والذي يقع في واحده من أرقى أرجاء المدينة وعندما أراد صاحب القصر سؤال ضيفه عن رأيه بما رأى من فخامة وأناقة ومرايا، أجابه الضيف من الجميل ان يضع الإنسان المرايا ليرى نفسه ولكن كل هذه المرايا الموجودة هنا تنقصها واحده .
فهب من مكانه ، واحدة ناقصة ماذا تعني ؟
فأجابه الزائر انها مرأة الضمير يا صاح فهي اهم مرآة في حياتنا كلها ، هي تقول لنا عيوبنا وتعكس لنا ما قد تقسى به هذه النفس الإنسانية يا اخي كن عادل ولو لمرة واحدة وحاسب نفسك على ما اقترفته من نصب واحتيال بحق الأخرين وتذكر دوماً الحكمة القائلة : اذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتّذكر قدرة الله عليك وغادر القصر الذي تغطي كل جدرانه المرايا !
                                               على الخير والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

                                              علي   ابراهيم   طالب
                                                وندسور    كندا
                                            للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني
                                           : visionmag64 @Gmail.com
                                           الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
                                          FACEBOOK PAGE :    ALI  IBRAHIM  TALEB
                                         الاربعاء  26           حزيران        2013
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x