ميلاد مجيد أو أعياد سعيدة ؟

بقلم : علي إبراهيم طالب

وندسور    كندا

كانون  الثاني  2010

أكتب هذه الكلمات واليوم هو السابع من شهر كانون الثاني من العام الجديد   2010    اي الاسبوع الاول من هذا العام   الجديد  .

مّرت فترة الأعياد المجيدة عيد ميلاد السيد المسيح عيسى بن مريم ( عليه السلام ) ورأس السنة الميلادية وعادت الأمور إلى طبيعتها بعد عطلة أمتدت لحوالي الأسبوعين تشارك فيها المدارس والمؤسسات والمصانع والشركات على أنواعها   .

على مدى وجودي الطويل نسبياً في هذه البلاد أدركت مدى طيبة هذا الشعب الكندي عامة الذي يتألف هو نفسه من موازاييك وخليط غريب وعجيب في آن معاً وأكاد اجزم صادقاً انه لا توجد اي جنسية في العالم بأسره لا يوجد أحد من رعاياها هنا ، وكذلك الحال بالنسبة للأديان الذي فوجئ الأستاذ الجامعي الكندي عندما ذكرت أمامه موضوع قرأته على شبكة الإنترنت يفيد انه يوجد في كندا عامة المئات من الأديان والمعتقدات الدينية الخاصة من كافة مشارق هذه الأرض ومغاربها والكل يمارس شعائره ومعتقداته بكل حرية وهو أمر يكلفه الدستور الكندي بشكل عام .

من المعروف والأمر المؤكد ان الدين المسيحي هو الدين السائد في هذه البلاد وهناك الآلاف من الكنائس والمراكز الدينية المسيحية في طول كندا وعرضها ولكن ما لاحظته مؤخراً وعلى مدى السنوات القلية الماضية اتجاه بعض وسائل الاعلام على اختلافها بوضع عبارة ( happy  holiday’s ) أي أعياد سعيدة مكان عبارة ( merry Christmas ) أو ميلاد مجيد على سبيل المثال على فترة الأعياد المعروفة الممتدة من ليلة 24 كانون الأول وحتى اليوم الأول لأي سنة جديدة ، وهو أمر أصبحت وسائل الأعلام تتحدث عنه بشكل كبير وذلك عندما تّقدم شخص من دين مُعّين بشكوى على بلدية مدينة تورنتو وهي احدى أمهات المدن الكندية وعاصمة مقاطعة أونتاريو عصب وشريان كندا الحيوي والمهم ، لان البلدية وصنعت على مدخل مبناها الرئيسي شجرة عيد الميلاد مُزّينة بالأضواء وزينة الميلاد الخاصة بهذه المناسبة ، على اثر تلك الحادثة بدأنا نسمع أصوات من هنا وهناك تطالب باستبدال عبارة ( ميلاد مجيد ) بعبارة  ( أعياد سعيدة ) .

في فترة الاعياد التي مرت منذ أيام كنت أستمع الى برنامج البث المباشر مع الناس الذي تذيعه محطة الإذاعة المحلية في هذه المدينة ، إذ فوجئت المذيعة على ما يبدو بسيدة تتصل وتقول أنها غير مسيحية ولا تريد لأحد أن يتقدم منها بالتهنئة بعيد الميلاد لأنها لا تعتقد بوجود هذا اليوم وأردفت تلك السيدة أنها نّبهت جميع موظفي الشركة التي تملكها بعدم تهنئتها بعيد الميلاد المطلوب فقط ترداد عبارة أعياد مجيدة فقط دون غيرها !!

أنا أفهم مشاعر بعض الناس ولكن ما لا أستطيع فهمه أن كندا مثلاً بلاد مسيحية عامة وان كان الدين بشكل عام قد لا يعني شيء لبعض الناس ولكن ان ترتفع أصوات لتطالب بمنع ترداد عبارة ميلاد مجيد انه أمر غريب حقاً .

بالنسبة لي أحترم كل الأديان والمعتقدات وأعتبر ان أنسانية الإنسان واحدة  من كل الاديان  والمعتقدات   ، أنها أنسانية خاصة ومميزة .

                                                على الخير  والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .