يوم اخر في عمر غربته الكندية

فجر جديد  اخر  ،  أطل على تلك المدينة الكندية البعيدة  والباردة  . ذابت بعض الثلوج التي  تراكمت على مدى الاسابيع  والايام القليلة الماضية  .
كانت الساعة  مبكرة جدا  لم يقطع  صمت ذلك  الفجر  المظلم  نسبيا  سوى هدير  محركات  القطار  في ارجاء عديدة من تلك المدينة  الصناعية نسبيا  ،  ظلت اشارات السير  تتلون بالوانها  الثلاث  ومرت سيارات قليلة هنا وهناك  في تلك الساعة المبكرة  .
وقف امام  شباك  غرفته … وجال  بنظره الى  ذلك السكون  في الخارج  ،  مضى  على وجوده في بلاد الصقيع    والاحلام  المؤجلة  تلك  اقله  على الصعيد الشخصي   ما يربوا على 22  عاما   ،  يسأل نفسه احيانا كثيرة   كم  مضى   صيف  وشتاء  هناك  ؟
كم  مرة اشرقت الشمس  فيها  وغربت  وهو في غربته ؟؟
كم من الالام  عاناها  والتجارب القاسية كانت اكثر من ان تعد اوتحصى    ؟؟
كم وكم   ؟؟  تزاحمت الاسئلة بشكل  سريع في  ذاكرته المتعبة والمنهكة  من  هذه الحياة  ولم  يجد اي  جواب شاف   لاي  من اسئلته الكثيرة والمتلاحقة  دوما  .
لم تكن  تجربة الغربة تلك  سهلة ومفروشة بالورود  كما  يظن العديد من البشر انه وبجرد وصول الانسان الى بلاد الغرب هذه  فأنه  يستطيع ان يحقق كل احلامه  ، لا ابدا  فان  الامور  مختلفة كليا عما يعتقد البعض  والامثلة والشواهد اكثر من ان تعد او تحصى .
 كان عليه ان يخرج  في  ذلك الصباح البارد والقارس  لينجز بعض المواعيد والامور التي  عليه انجازها  في  اوقات  متفرقة من ذلك اليوم  .
 يا رضى الله ورضى الوالدين   ،  تمتم  بهذه الكلمات القليلة التي يرددها  كل صباح  وهو يغادر  منزله  في كل صباح باكر  وبشكل يومي  .
 اشتاق  لرؤية  الوجه الطاهر لوالده الراحل  ،  او ليستمع الى صوت والدته  الحبيبة اطال الله  بعمرها  ،  يشتاق ويشتاق  لامور كثيرة  تزاحمت في مخيلته في ذلك الفجر  القارس والبارد في ان معا  .
 ومضى  في طريقه  ليسجل في  روزنامة عمره  عن يوم جديد  وأخر  في  سنين عمر  غربته الطويلة والقاسية الى ابعد  الحدود   ، عسى ولعل ان يغير الله  حاله الى احسن حال  انه سميع  مجيب  . 
 
 
 على الخير والمحبة  والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء الباري  عز وجل  تمجد اسمه   الكريم  . 

 
     علي ابراهيم طالب    وندسور كندا  
 
 
    للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني : visionmag64 @Gmail.com  
 
                    
 
 
     الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك       FACEBOOK PAGE :ALI  IBRAHIM  TALEB 
    
 
    السبت  30      أذار    2013
 
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
2 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
الشيخ علي السبيتي

تهانينا للاستاذ علي على الاطلالة المتجددة والروح الحانية والقلم الذي يجترح عذب الكلمات رغم مرارة الغربة والهجران موفقين لكل خير والسلام.

2
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x