البذخ في حفلات الاعراس
بقلم علي إبراهيم طالب
مجلة الوطن العربي – فرنسا
عدد 925
نوفمبر 25، 1994
طالعتنا الصحف العربية في الأشهر القليلة الماضية بأخبار عن حفلات زفاف جرت مؤخراً في لبنان تحديداً.كان الطابع الغالب فيها البذخ والتبذير إلى أبعد الحدود.
وما يحز في نفسي كمواطن لبناني بعيد عن وطنه وأهله ومرتع طفولته هو أن بعض الناس من أبناء وطني تحديداً لا يهتمون إلا بأنفسهم وشعار حالهم “يارب، نفسي فقط”.أنا لست ضد أن يفرح الأب بإبنه أو إبنته عند الزواج، وأسأل الله أن تدوم الأفراح والمسرات في عموم ديار اللبنانيين والعرب.
لكن المسألة هنا مسألة المبدأ. فحين يتحول العرس إلى عرض للبطر والبذخ في وقت يشكو فيه آخرون من الحرمان والفاقة ، فإن في ذلك إساءة لمشاعر الأكثرية.
يجب أن تكون لدينا المسؤولية الواعية للشعور مع أولئك الذين نكبتهم الحرب بإبنائهم وأرزاقهم وكراماتهم. والاعتدال هو المطلوب ويجب أن يكون القاعدة. وكل خروج عليها مذموم في حد ذاته.
والغريب أنهم في هذه البلاد حيث نقيم ينظرون إلينا على أننا شعب ثري نملك من المال مالاً نستطيع إنفاقه، في الوقت الذي يحتاج فيه وطني إلى القروض الداخلية والخارجية لاستثمارها في المشاريع الإعمارية بعدما هدمت الحرب كل ما كان قائماً.
إن الممارسات في المناسبات الاجتماعية تعطي صورة سيئة عنا في أذهان الغربيين بشكل عام، والمطلوب إعادة النظر في هذه الأمور جميعها لتبقى أعراسنا وأفراحنا ضمن الحدود المعقولة ولا تخرج عن إطارها.
About Post Author
