اكذب ثم اكذب ثم اكذب

عنوان هذه المقالة  هي الشعار الذي رفعه  ( بول  غوبلز )  وزير الدعاية الالمانية  في عهد  هتلر  الذي رفع شعاره الشهير  (   اكذب  ثم  اكذب  ثم اكذب ، فلا بد ان  يصدق الناس  في النهاية   ) .

اعتمد هذا المبدأ في  التعامل الاعلامي  حينها  واعتمد على مهارة  تسويق الكذب نفسه  ، وتضليل الناس  وخلق  المشاكل   وبث الرعب  والاباطيل  والاضاليل  بين الناس  بشكل مباشر  فيعمد البسطاء من الناس  على تصديق كل ما يقال امامهم  ويقدم لهم في وسائل الاعلام على  اختلافها    ، في ظل  عدم وجود القدرة الفعلية لهؤلاء البسطاء من الناس  للتدقيق  ومعرفة  مصادر هذه المعلومات التي  تقدم  لهم  .

ما  اقرب الامس  باليوم  فيبدو ان  ما عمل عليه  وزير دعاية هتلر  يومها  تعتمده وسائل اعلام  عالمية وعربية  في  الحرب  على كل حر وشريف  في  هذه الحياة  واذا اخذنا ما  يجري  في الشقيقة العربية الحقيقية  سوريا   ، يتبين لنا  حجم  الهجمة الاعلامية الرهيبة  التي  تتعرض لها سوريا منذ حوالي  عامين وحتى كتابة هذه السطور  لتركيعها  وجعلها تسير  في  مخططات الشر  والارهاب الذي  يمارس عليها  ولا سيما   على الصعيد الاعلامي   ،واستطيع القول ربما انه  لم  تحصل ان مرت دولة  بكل هذه الحملات من الاكاذيب والتحريض والحض على القتل وممارسة ابشع انواع الارهاب  مثلما  تمر به  سوريا اليوم  والامثلة والشواهد  على هذا الامر اكثر من ان تعد اوتحصى  .

من خلال وجودي الطويل  في بلاد الغرب هذه  لمست  لمس  اليقين  كيف يتحكم الاعلام عامة  بكل شاردة وواردة في  حياة الغربيين  هنا  ، وعندما تتحدث مع اي انسان غربي  عن اي موضوع  يقول لك  ان  الاذاعة الفلانية  او الجريدة تلك قالت  ذلك  وان  عليه ان يصدق كل ما يقال له  في  وسائل الاعلام على اختلافها   ، ومن هنا نلاحظ  قوة الاعلام   وسطوته الكبيرة  في  التحكم بالرأي  العام    عامة   ، والذي  يتناسب مع مصالح   وارباح الشركات الكبرى  والتي  تتحكم  بكل مفاصل  الحياة في الغرب  وحتى الامور  البسيطة التي  قد  تبدو  صغيرة  فكل شيء  له ثمن   في  عالم  تتحكم فيه المادة بكل شيء  ومجتمع مادي قاسي  وأليم الى ابعد الحدود  يبدو فيها الانسان  كأرخص  الكائنات  .

كاتب هذه الكلمات  عاش  كغيره من مئات  الالاف من اللبنانيين  ، مأسي  وألام  الحرب  اللبنانية  التي امتدت منذ العام 1975  وقيل انها انتهت رسميا   في  العام 1990     ، وكانت الشائعات   جزء مهم واساسي من تلك الحرب اللعينة  التي  حولت لبنان  يومها  الى  ساحة حرب رهيبة   ازهقت ارواح  عشرات الالاف  من  اللبنانيين  من كل المناطق والطوائف   ومثلما نقول في المثل العامي اللبناني  :  تنذكر وما تنعاد  ابدا  وعلى الاطلاق ان شاء الله .

قلتها واكررها على الدوام وفي مناسبات  عديدة    انه  في  كعكة  حلوى  مصالح  الدول   الكبرى  والمسماة  عظمى  فانه  لا مكان  للمواطن العادي    في  تلك المصالح والاطماع   ولنعود  قليلا الى الوراء  لنشاهد  ونرى بأم العين  ان  الابرياء والمساكين  هم  وقود كل الحروب  التي  جرت  وتجري  وربما ستجري  مستقبلا    اذا  اقتضت مصالح الدول العظمى    اشعالها  خدمة لمصالحها  واهدافها   المعلنة  والخفية على حد  سواء  .

المطلوب من الجميع  في  هذه المرحلة    هو الوعي    وقراءة  ما بين السطور  وعدم  الانجرار  وراء مشاريع مشبوهة   في وسط  المعمعة والنار الذي يضرب  المنطقة العربية  تحت مسميات  رنانة    من ربيع وحريات  وما الى ذلك  .

على الخير والمحبة  والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء الباري  عز وجل  تمجد اسمه   الكريم  .

علي ابراهيم طالب

وندسور كندا

للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني : visionmag@hotmail.com

FACEBOOK PAGE :ALI  IBRAHIM  TALEB الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك

الخميس  28  شباط  2013

0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
1 Comment
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
Anonymous
Anonymous
11 years ago

العيب ليس في الإعلام سفيه وملطخ بالخيانات وعاجز عن الإصلاح ومدمر للهمم بالاباطيل إنما العيب في وزراء ونواب تابعين للحكومة يتهافت البعض منهم على حلقات تلفزية وخصومهم يتغامزون عليهم مع بعض الاعلامين .. مشكور أخي على عالموضوع تقبل مني فائق التقدير والاعتزاز

1
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x