عيد ميلاد صابر

عيد ميلاد صابر
بقلم : علي إبراهيم طالب
وندسور – كندا
مجلة الحوادث – لندن
بريطانيا
رسائل إلى المحرر
رقم العدد – 2083
الجمعة 4 ت١ 1996
وسط سكون الليل البارد مع اطلالة الفجر في الصباح ذلك السبت من منتصف أيلول ، قطع السكون والهدوء رنين الهاتف في منزل صابر الذي نهض من فراشه مذعوراً كما كل مرة يأتيه اتصال هاتفي في مثل هذه الساعة المبكرة  من النهار .
أمسك صابر بسماعة الهاتف ليجد على الخط الآخر صوتاً حنوناً ودافئاً هو صوت والدته من بيروت تقول له :
«صباح الخير يا حبيبي ، وكل عام وانت بخير وعقبال المئة سنة يا ولدي الحبيب ».
أنعشت هذه الكلمات قلب صابر وروحه المتشوقة إلى رؤية الأهل والأحبة بعد غربة عن الوطن شارفت على دخولها السنة السادسة .
« يسعد صباحك يا أمي ، رد صابر وأثر الدموع بدا على وجهه الباسم ، وأردف قائلاً موجهاً كلامه الى امه « أصبح لي في هذه البلاد ست سنوات وفي كل سنة وفي يوم عيد ميلادي تتصلين بي وتبعثين لي عبر الأثير التهنئة بعيد ميلادي ، ألم يحصل انك نسيتيني ولو لسنة واحدة ؟!
ردت والدة صابر قائلة : « انت يا حبيبي يا صابر اول شمعة اضيئت في منزلي بين إخوتك جميعاً وهل لي ان أنسى أجمل يوم في حياتي منذ واحد وثلاثين عاماً وهو يوم ميلادك العزيز على قلبي يا ولدي الحبيب ؟
ردد صابر مع امه : صحيح يا امي الحبيبة فلو نسي جميع الناس أمورهم ومناسباتهم تبقى الأم هي الشاهد والوفية على كل شيء .
أردفت أم صابر « يا حبيبي ونور عيني يا ولدي الحبيب انت ابني وقد شاهدك قلبي على مدى تسعة اشهر قبل ان تراك عيناي يا مهجة الفؤاد يا ولدي .
وصمت صابر وهو يستمع إلى كلمات الود والحنان من والدته الطيبة وهو المتشوق إلى هذه الكلمات منذ أمد بعيد ، فالغربة قاسية والكل منشغل في أعماله وهمومه اليومية .
ووجه كلامه الى أمه قائلاً كلماتك لي يا ست الحبايب هي البلسم على الدوام ، وهذه الكلمات الحلوة يا والدتي الحبيبة هي التي تعطيني القوة والدفع في دراستي وعملي من أجل التوفيق والنجاح بإذن الباري عز وجل واعلمي يا والدتي الحبيبة ان شعاري في هذه الحياة لم يتغير منذ وعيت على هذه الدنيا وهو يا رضى الله ورضى الوالدين هذا هو الشيء المهم في حياتي وكل شيء خلاف ذلك هو ثانوي ولا يذكر .
« ربي يرضى عليك يا والدي ويوفقك الباري تعالى في غربتك وتنال ما تريد لكي تعود إليّ سالماً غانماً مما تريد من هذه الحياة .
واوصيك يا والدي الحبيب بتقوى الله كما ربيتك وتجنب كل المحرمات كما عهدتك وحافظ على العهد الذي بيننا برضى الله  عليك  ورضاي  ،  ختمت والدة صابر كلامها بعد ان أبلغته تحيات والده وإخوته والدعاء له بالتوفيق والنجاح الدائمين .
ووضع صابر سماعة الهاتف من يده بعد ان سرت كلمات والدته كالنسيم العليل يلفح وجهه وعروقه ، وعاهد الله بينه وبين نفسه ان يكون الولد البار والمخلص لأهله ، وتمنى من الله ان يصل الى ما يريد لكي يحاول كل جهده تأمين الراحة والسعادة إلى ذويه ، ونهض من مكانه ليبدأ نهاراً جديداً ومشرقاً ويستهل صابر كل يوم بالعبارة التي تلازمه على الدوام : يا رضى الله ورضى الوالدين .
                                             على الخير والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

                                              علي   ابراهيم   طالب
                                                وندسور    كندا
                                            للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني
                                           : visionmag64 @Gmail.com
                                           الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
                                          FACEBOOK PAGE :    ALI  IBRAHIM  TALEB
                                         الثلثاء   18    حزيران        2013
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x