ظلم وقسوة الإعلام الغربي

ظلم وقسوة الإعلام الغربي
بقلم : علي إبراهيم طالب
وندسور / كندا
مضى على وجودي في هذه البلاد ما يربوا على   الاثنين وعشرين عاماً ، استطعت من خلالها أو حاولت على الأقل معرفة  طبيعة هذه البلاد وطريقة عيش الناس فيها وهم خليط عجيب وغريب من أنواع البشر احضروهم من كافة أنحاء العالم لتولد هذه الأمة الكندية المترامية الأطراف على مساحة الملايين من الأراضي والمساحات الشاسعة .
على مدى اكثر قليلا من  عقدين من الزمن ومن مبدأ الحب والاهتمام بالشأن الاعلامي منذ التواجد في الوطن الحبيب لبنان ظلت معي هذه المشاعر بالحنين لكل ما هو إعلامي بشكل عام فاتابع وسائل الإعلام الغربية عامة والكندية منها هذه الوسائل باختلافها المقروءة والمسموعة وألمشاهدة   ، والثورة الهائلة في عالم المعلومات  والتقنيات الحديثة في عالم الإعلام عامة .
منذ الصغر ترافقني عادة لا اعرف إذا كانت جيدة أو سيئة هي حب القراءة قراءة أي شيء يقع أمام عيني ، كتاب ، مجلة ، جريدة ، دعاية ، حتى اللوحات الإعلانية على الطرق لا تفلت من ناظري هذا إذا ما أضفنا هم الهموم الكومبيوتر وما إدراك ما هو الكومبيوتر ، مواقع إجتماعية وإعلامية وإخبارية وكل شيء تطلبه يحضر أمامك على شاشة الجهاز بمجرد الضغط على زر التشغيل فيبدوا العالم كله أمامك .
طبعاً تحصل في المجتمع الغربي أمور ومشاكل قد تحصل في أي مجتمع آخر في هذا العالم ولكن عندما يكون الطرف في أي مسألة أو أمر ما عربي أو مسلم فأن تغطية وسائل الإعلام الغربية للحدث تبدو مختلفة بعض الشيء عن الحوادث الأخرى وعندي عشرات الأمثلة على هذا الأمر ولاسيما بعد أحداث الحادي عشر من أيلول الإرهابية التي ضربت أميركا .
إذ أن مرور أي خبر قد يمر مرور الكرام في التغطية الإعلامية العادية ولكن مع وجود اسم لعربي أو مسلم في الموضوع فأن الأمر يأخذ منحى آخر ويبدأ التطرق إلى أصل الجاني في أي أمر ودينه  ومكان ولادته وتفاصيل مملة أخرى ، أتحدث عن أمور عديدة وفيها الكثير من الأمثلة لا مجال لسردها لطولها وعدم اتساع الوقت .
منذ أشهر عديدة قرأت في أحدى الصحف التي تصدر في احدى أمهات المدن الكندية عن حادثة كان طرف فيها احد العرب ولم أصاب بالدهشة البتة بعدما قرأت ما قرأت إذ أن تلك الصحيفة قد سردت قصة ذلك الشخص منذ لحظة خروجه من بطن والدته وحتى تاريخ الحادثة بتفصيل عنصري وممل وقبيح !!
أعرف وأدرك أن من يتحكم بمفاصل الإعلام عامة في بلاد الغرب هي جهات لا تّكن الاحترام والمحبة للعرب والمسلمين عامة ولكن لا ارى أي مبرر لهذا التمييز الذي يكاد يكون عنصرياً وخبيثاً إلى أبعد الدرجات بحق العرب والمسلمين ولا أنسى أن عاصمة السينما العالمية ( هوليوود ) ساهمت بما لا يقبل أي أدنى شك بتصوير العربي والمسلم في أفلامها على انه مجرد قاتل وشرير ويلهث وراء شهواته وملذاته فقط .
لماذا لا يتم الإشارة إلى عشرات الآلاف من المبدعين العرب في كل مجالات الحياة في الغرب عامة ساهموا ولم يزالوا في تطور هذه البلاد وتحديثها ومنهم الطبيب والمهندس والمحامي والمفكر والمخترع وعمال عاديون ساهموا بعرقهم في تطور الشركات والمصانع التي عملوا فيها وافنوا فيها سنوات الشباب والقوة .
المطلوب من الإعلام الغربي أن يكون عادلاً ومتساوياً في نظرته إلى قضايانا وأمورنا المحقة والعادلة ، اما أذا  سألني أحد ما : وماذا فعلنا نحن كعرب ومسلمين لتغيير هذه الصورة السيئة ؟
 فالجواب  جاهز عندي  وهو سيكون  بلا ادنى شك      :    لا شيء مع الأسف الشديد .
فمتى نعي أهمية الاعلام  في  تحسين صورتنا التي اصابها التشويه والاساءة   الى ابعد الحدود  .
                                             على الخير والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

                                              علي   ابراهيم   طالب
                                                وندسور    كندا
                                            للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني
                                           : visionmag64 @Gmail.com
                                           الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
                                          FACEBOOK PAGE :    ALI  IBRAHIM  TALEB
                                            الاربعاء  7         أب                2013
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x