حوار على فنجان قهوة

 

حوار على فنجان قهوة

التفتت إليه بوجهها الذي يقطر سحراً وجاذبية وجمال وقالت له أنت تجعلني في حيرة من أمري وعندي لك سؤال واحد وموحد وقبل ان ينبس بأي كلمة عاجلته بالسؤال: ما هو سر هذه الابتسامة الدائمة على وجهك، وأنت لا  تملك أي شي من حطام الدنيا كما اعلم؟

أرادت بسؤالها ذلك أن تجعله يحكي أمامها سر زهده في هذه الحياة وقناعته التي لا مثيل لها وهي موضع حسد الأقربين والأبعدين على حد سواء.

ابتسم قليلاً وخطرت في باله كيف أن بعض الناس تحكم على الآخرين من خلال مظهرهم الخارجي أو ما هو طبيعية عملهم وأين يسكنون، وما هو رصيدهم المالي في المصارف العامة؟

نظر إلى وجهها الأخاذ وقال: أن القناعة في هذه الحياة هي الراحة لبني البشر عامة فإذا اقتنع أي إنسان بما أعطاه الله تعالى من عمر و رزق وصحة وما إلى ذلك، ينعكس هذا الأمر وتلك القناعة نفسها على كل الحياة عامة، وعلى النقيض من صورة الرضى  والقناعة تلك  .

إذا رفض الكائن البشري أن يرضى بما قُسم له في هذه الحياة، فأن هذا الإنسان نفسه يتحول إلى وحش كاسر وهمجي يطلب أي شي لنفسه بغض النظر عن الطريقة التي سيعمد إلى اتخاذها وعندها تنطبق عليه النظرية التي يؤمن بها بعض الناس في تسيير أمور حياتهم اليومية والشخصية بأن الغاية تبرر الوسيلة  ، وهكذا يسمح هذا الشخص نفسه لشهواته ونزاوته بان تُطلق على غاربها دون أي نظر إلى قانون أو شرع فنعيش يومها في صراع كبير بين البشر أنفسهم وتسود شريعة الغاب فيقتل القوي الضعيف    ، ويفقد الإنسان أهم ميزة أعطاه إياها الله سبحانه وتعالى دون باقي المخلوقات الأخرى في هذا الكون، إلا وهي إنسانية الإنسان التي أعطت المرء الضوابط والأطر الأخلاقية والإنسانية المميزة.

أعاد النظر إلي وجهها و راقبها وهي ترتشف بفمها من فنجان القهوة الموجود أمامها ولاحظ لمعان غريب داخل عينيها ولم يحسب أن عينيها اغرورقت بالدموع بشكل مفاجئ وقالت له أن كلماته هذه دخلت مبأشرة إلى داخل عقلها وقلبها وأنها شعرت بما يشبه القشعريرة سرت في كل جسدها من أعلى رأسها وحتى أخمص قدميها.

شعر هو في تلك اللحظات بما يشبه الندم إذا كان هو السبب الذي جعلها تبكي وتصاب بتلك الحالة، أبدا قالتها وهي تسترجع تلك الضحكة الأنيقة التي كشفت من ورائها عن صّفين من اللؤلؤ المنضود في ذلك الفم الجميل!

أراد أن يّغير جو اللقاء  في تلك  اللحظات   ، فقال لو أن الله أراد له أن يكون طبيباً في تلك اللحظات لكتب لها وصفة بان تحتفظ بتلك الابتسامة الرائعة التي تُعطر الأجواء و تُحيي القتيل، فغرقت في نوبة ضحك متلاحقة وبدا وجهها أجمل من أي مرة شاهدها فيها البتة.

 

علي إبراهيم طالب

وندسور    كندا

 شهر اذار     2012

   

                               على الخير والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

                               علي   ابراهيم   طالب
                             وندسور    كندا
                           للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني : visionmag64 @Gmail.com
                           الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
                            FACEBOOK PAGE :    ALI  IBRAHIM  TALEB
                              السبت   4   أيار      2013
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x