واقع أليم عن وندسور

(  هذه الصرخة اطلقت منذ  15  عاما   ولا  تزال  تنفع ليومنا الحاضر  هذا  ، ربما لا نزال نسمع صداها   ايضا  اليوم  )  !!
واقع أليم عن وندسور
بقلم : علي إبراهيم طالب
وندسور – كندا 
جريدة المستقبل – مونتريال
كندا
العدد – 354
الأربعاء 21 ت١ 1998
أن تقوم بعمل ما مهما كانت نوعيته ، وتستحوذ على إعجاب ومباركة الجميع فهذا أمر مستحيل ، وكذلك الأمر بالنسبة لأي وسيلة إعلامية وخصوصاً الجريدة أن تنال رضى جميع القراء فهذا رابع المستحيلات برأيي الذي أعرضه هنا .
مناسبة هذا القول ما ألاحظه على صفحات جريدة  « المستقبل » الغراء وبشكل أسبوعي تقريباً من حوارات تجري بين القراء حول مواضيع مختلفة ومتنوعة وإن كان صلب وأساس معظم هذه المواضيع تتعلق بالوطن الغالي لبنان ، ونظرة البعض من المغتربين اللبنانين الى ما يجري على الساحة اللبنانية على جميع المستويات .
ولعلّ صفحتي « آراء » و « يكتبون لنا » تحفل أسبوعيا بمقالات تعالج مواضيع مختلفة قد تكون أنت كقارئ تؤيد ما يأتي في هذه المقالات ، أو تختلف وتخالف الرأي لما تتضمنه مقالة لكاتب ما ، أو تحليل سياسي لموضوع مطروح على بساط البحث من حسنات وسيئات .
من الجميل والمفيد في آن ، أن نمارس الديمقراطية وحرية التعبير  عن الرأي ، بكل موضوعية وصدق ونبتعد  بالتالي عن كل ما يسيء الى الوحدة الوطنية ، وأن لا نتراشق بآلتهم التي لا تفيد وخصوصا في غربتنا هذه .
ولكن ما يؤسفني ويؤلمني في نفس الوقت ما ألاحظه من غياب المقالات والدراسات التي تعالج مشاكل الجاليات العربية واللبنانية في معظم المدن الكندية الرئيسية ، ولا نكون قد أذعنا سراً إذا قلنا أنه قلما تخلو جالية عربية من مشاكل متعددة تحتاج الى صفحات وصفحات طويلة لمعالجة آثارها وتجنب قدر الإمكان إثارة الحساسيات والمشاكل ولا سيما في مدينة وندسور التي تعاني من شلل رهيب على صعيد العمل الإجتماعي العربي الذي نحن بأمس الحاجة اليه في غربتنا القاحلة هذه .
مضى على وجودي شخصياً في كندا سبع سنوات ونصف السنة ، ومع الأسف الشديد فإنني لم ألاحظ عملا إجتماعيا فعالا ومؤثراً على صعيد الجالية العربية ككل ، التي تشكل الجالية اللبنانية عمودها الفقري .
السؤال الذي أود ان أطرحه هو : هل ان القائمين على عمل اجتماعي ما ولا سيما في وندسور ، قادرون على جمع كلمة الجالية العربية في هذه المدينة أم لا ؟
سؤال ، أو أسئلة أخرى اطرحها من باب الألم والحزن الشديد عندما أرى هذا التخبط والضياع الشديدين على صعيدنا كعرب في هذا المنقلب من العالم .
السؤال هو : هل إن أبناء الجالية العربية لا يثقون بالقائمين على  اي عمل اجتماعي  يكون   هدفه المصلحة العامة للجالية     بشكل  عام  ؟؟
أم ان القائمين عليه يهمهم أن يجمعوا أبناء الجالية حول طاولة مستديرة ليطرح كل إنسان رأيه بكل صراحة حول أنجح السبل لقيام جالية عربية فاعلة ومؤثرة في هذه المدينة التي أصبح فيها عدد العرب كبيرا جداً وعليه ان يكون  مؤثر وفاعل   في آن ؟ ..
قلت كلمة مفزع لأني فعلاً أتألم عندما أرى أعدادنا تتزايد ولا من راع  ، أو من يسأل عن أحوال هذة الأعداد الكبيرة من المهاجرين العرب الذين أتوا من شتى الأقطار العربية الشقيقة ولا سيما من وطننا الحبيب الغالي لبنان  .
إني شخصيا أخجل من نفسي عندما أمرَ من قرب أي مؤسسة أو ناد للجاليات الأجنبية الأخرى في هذه البلاد من إيطالية ويونانية وصينية وأسأل نفسي السؤال ذاته : ما هو الشيء الذي يجتمع حوله كل هؤلاء من أمم وخلق وهو غير موجود عندنا كعرب ؟
ماذا ينقصنا  كجالية  حتى نكون مثل الجاليات الاخرى في هذه البلاد  ؟
قد يقول قائل المحبة ، ويقول آخر التكاتف والتضامن ، ويردد غيره ان نحب لغيرنا ما نحب لأنفسنا، وبعد ، الى متى هذا الضياع على مستوى الجالية العربية ؟
ومن خلال هذه السنوات السبع التي قضيتها هنا أقول وأجزم بأن وضعنا أصبح معيبا ومخزيا وأقول هذه الكلمات وأتحمّل مسؤوليتها : الجامع الواحد أصبح جوامع متعددة ، والكنيسة الواحدة اصبحت كنائس عديدة ، والنادي الواحد أصبح نوادي أيضاً .
الكل يركض وراء شيء واحد وهو الزعامة وان نكون في سدّة القيادة ، هذا لا يعني أنه لا يوجد بيننا من هو كفوء وقادر على القيام بأعمال تفيد الجالية العربية وأبناءها ولكن إذا كان هناك أي عمل يتطلب معروفاً وعمل خير بكل ما لهذه الكلمة من معنى نفتش ولا نجد أحداً لمدّ يد المساعدة لأي عائلة وصلت الى هنا وانقطعت بها السبل ، أو أي شخص هو فعلاً بحاجة ماسة لمد يد العون .
وعندما يكون في الأمر حفلات ووجاهات وكاميرات تصوير نرى الأمر مختلفاً فالكل بكامل أناقته متصدراً الصفوف الأولى للبروز فقط لا غير لأن همّهم في هذه الحياة ( أقصد البعض ) هو الوصول الى مبتغاهم حتى ولو تطلب الأمر ان تصبح الجالية وأبناءها جسوراً للمرور فوقها ابتغاء لمصالح شخصية وأنانية .
أنا أتمنى ان أكون قد فتحت باب الحوار عبر هذه الكلمات النابعة عن قلب انسان يؤلمه هذا التفرق الرهيب الذي نحياه ونحن في غربتنا هذه .
ان المطلوب من كل واحد منا العودة الى ضميره ، وان تكون أعماله كلها تصب في خانة واحدة وهي الخير لعائلته ، لمجتمعة ، لجاليته   ككل  .
 قد يرى البعض في كلامي هذا هرطقة أو هباء ، ولكن ليكن الحوار هو السبيل بيننا كأبناء جالية واحدة لأنه في النهاية لا يصح إلا الصحيح ولأنه يجب ان يكون هناك حوار صريح وجدي بعيدا عن الغش والإفتراءات التي تؤثر علينا ولو بعد حين .
وأقول لمن يقرأ هذه الكلمات وإلى من يعنيهم الأمر ، أو فليسموها ( رسالة ) ، فأني لم أكتب هذه الكلمات لولا حرصي الشديد على مصلحة الجالية العربية ككل ومصلحة كل فرد عربي يعيش في هذه المدينة ( وندسور ) بشكل خاص ومصلحة كل مهاجر عربي في هذه البلاد يريد ان يسمع صوته الى المسؤولين كحق مكتسب له من قبل القانون والدستور الكندي .
وأخيراً أقدم هذه الكلمات وأسوقها بكل محبّة وعفوية الى كل فرد في هذه الجالية أكان رب أسرة ، أو صاحب مصلحة  ،  او رجل اعمال  أو مهنة أو تلميذا على مقعد الدراسة ويكاد يكون لسان حالي ما قاله الشاعر العربي الراحل عمر أبو رشية :
يشهد الله ما انتقدتك إلا  أملاً ان أراك فوق انتقادي
فهل وصلت الرسالة ؟ ؟؟
                                              على الخير والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

                                              علي   ابراهيم   طالب
                                                وندسور    كندا
                                            للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني : visionmag64 @Gmail.com
                                   الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
                                    FACEBOOK PAGE :    ALI  IBRAHIM  TALEB
                              الاربعاء   8        أيار      2013
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x